في 31 ديسبمر 2012 أصدرت مجلة
نيوزويك آخر نسخة مطبوعة، وفي 18 يوليو 2013 علقت صحيفة العرب اليوم
الأردنية صدورها، والسبب في الحالتين تراجع الاهتمام بالصحافة المطبوعة
لصالح التقنيات الجديدة وفضاء الإنترنت، وتراجع الموارد المالية. وأصبحت
البدائل المتوفر أمام الصحافة المطبوعة هي التحول إلى الإنترنت، ولكن ذلك
ليس كافيا اليوم مع المفاهيم الجديدة للصحافة الرقمية والتنافس المحموم بين
المواقع المختلفة في شتى المجالات.
الجزيرة تقدم خبرتها في مجال
الصحافة الرقمية المكتوبة والمصورة سواء من خلال تقارير الفيديو أو
المقابلات أو المواد المصورة لتوفير خدمة متكاملة للمتصفح تمكنه من القراءة
والمشاهدة والتفاعل مع المحتوى بالتعليق والمشاركة. وتتوفر هذه الخدمة
أيضا لمواقع الإنترنت التي تسعى إلى تعزيز محتواها بتقنية الفيديو سواء
الخدمات الإخبارية أو الترفيهية، ويتم تدريب الطاقم على مهارات التصوير
والمونتاج، والاستعمال الكامل للتقنيات الحديثة خاصة الهواتف الذكية.
استراتيجية شبكات التواصل الاجتماعي:
فرضت التقنيات الحديثة وشبكات
التواصل الاجتماعي تحديات جديدة على المؤسسات الإعلامية التقليدية. فعلى
سبيل المثال، كانت وكالات الأنباء العالمية ترسل الأخبار عبر خدمة خاصة
لعملائها المشتركين فقط وبمقابل مادي. أما اليوم فقد وسعت هذه الوكالات من
نطاق عملها وأصبحت تقدم الأخبار لجمهور كبير عبر تويتر مجانا.
إذنا، لم يعد ممكنا اليوم تجاهل
منصات إعلامية جديدة وشبكات التواصل الاجتماعي، ويحتم التنافس التواجد في
أكثر من مكان، ولكن ذلك يتطلب استراتيجية واضحة قائمة على فهم طبيعة عمل
المؤسسة الإعلامية وغايتها من استخدام شبكات التواصل الإجتماعي، والجمهور
الذي تريد أن تصل إليه، وكيفية الاستفادة من التفاعل في تغذية راجعة
بالقمية المادية والمعنوية على المؤسسة والجمهور معا.
وتقوم أي استراتيجية على اختيار
موقع التواصل الاجتماعي الأنسب لأن ذلك يختلف من وسيلة إعلامية إلى أخرى.
فعلى سبيل المثال تجد وكالات الأنباء أنه من الأنسب التواصل مع الجمهور
والترويج لأخبارها عبر تويتر بحكم الشبه الكبير في طبيعة العمل، في حين أن
برامج تلفزيونية معينة تعتبر صفحات الفيسبوك الوسيلة الأفضل للتعريف
بالبرنامج وجمع المعلومات والتفاعل مع الجمهور حول المواضيع المختلفة التي
يطرحها للنقاش.
وتذهب بعض المؤسسات الإعلامية
لأبعد من مجرد التواجد على شبكات التواصل الاجتماعي والتفاعل مع الجمهور،
إذ تقوم بتحليل المحتوى والتعليقات والأراء وطبيعة المشاركات الواردة من
الجمهور من خلال تقنية المعلومة عن المعلومة، وإعادة رسم استراتيجيتها في
العمل بناء على ذلك، وبالاعتماد على أدوات قياس صحيحة.
الإعلام الجديد لم يعد جديدا!
في عام 2006 أسست شبكة الجزيرة
إدارة الإعلام الجديد لأنها أدركت في وقت مبكر أهمية التقنيات الحديثة
وشبكات التواصل الاجتماعي في تطور الإعلام والعمل الصحفي الذي لم يعد حكرا
على المحترفين. وأثبت الربيع العربي قدرة المواطن الصحفي في نقل الخبر عبر
شبكات التواصل الإجتماعي وباستخدام الهواتف المحمولة والكاميرات الصغيرة.
ربما لم يعد الإعلام الجديد جديدا، ولكن ثمة "إعلام المستقبل" الذي يتطلب
التطوير والمواكبة السريعة. وقد تطورت الجزيرة خبرتها في هذا المجال وشكلت
فريقا من الخبراء والاستشاريين لوضع استراتيجيات خاصة بشبكات التواصل
الاجتماعي وإعلام المستقبل.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق